منتديات عيون سما
حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين) 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين) 829894
[b]ادارة المنتدي حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين) 103798[/b
منتديات عيون سما
حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين) 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين) 829894
[b]ادارة المنتدي حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين) 103798[/b
منتديات عيون سما
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أبتسم وأضئ قلبك بالأمل فأنت في عيون سما
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» ورد وحب
حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين) Emptyالأحد يونيو 21, 2009 2:02 am من طرف Admin

» صور جون سينا
حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين) Emptyالإثنين أبريل 27, 2009 8:53 am من طرف israa

» صور جون سينا
حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين) Emptyالإثنين أبريل 27, 2009 8:49 am من طرف israa

» صور جون سينا
حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين) Emptyالإثنين أبريل 27, 2009 8:26 am من طرف israa

» صور جون سينا
حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين) Emptyالإثنين أبريل 27, 2009 8:14 am من طرف israa

» أقوي مكتبة لتحميل الأفلام الكارتون
حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين) Emptyالسبت أبريل 25, 2009 9:20 am من طرف jojo

» رسايل للموبايل تفطس من الضحكـ
حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين) Emptyالإثنين أبريل 13, 2009 3:07 pm من طرف jojo

» حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين)
حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين) Emptyالإثنين أبريل 13, 2009 2:39 pm من طرف jojo

» تعليم الحروف العربية بنشيد سهل جدا" للأطفال
حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين) Emptyالأحد أبريل 12, 2009 2:42 pm من طرف jojo

مكتبة الصور
حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين) Empty
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 75 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو غزولة فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 1393 مساهمة في هذا المنتدى في 852 موضوع
سحابة الكلمات الدلالية
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط عيون سما على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات عيون سما على موقع حفض الصفحات
عداد الزوار

 

 حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
jojo
مراقب عام
مراقب عام
jojo



حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين) Empty
مُساهمةموضوع: حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين)   حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين) Emptyالأحد أبريل 12, 2009 4:26 pm


يا ولاد يا بنات معانا حكايات
احلي من البنبوني وسكر النبات
تعالو معانا نسمع ونشوف ابطال شربات
بيحكوا حكاوي من زمن قبل الزمان بزمان
فيها نصيحه خفيفه مريحه
نتعلم منها ونقضي احلي الاوقات

حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين) Compan9oc



ياله بينا ندخل عالم الحكايات



حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين) Springgatt






الملك الصغير

حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين) Slo8qv

تأليف: محمود شقير

لَمْ يخطرْ ببالي أنني سَأكونُ مَلكاً وأنا في التاسعةِ من العُمر.

حَدثَ الأمْرُ بالصُّدْفةِ ومنْ دونِ احْتفالات، وذلكَ حينما شاهدتُ في الشّارعِ وَلدَيْنِ يَتشاجران، ولدينِ أصغرَ مني بسنتينِ أو ثلاثِ سَنَوات. تَدَخَّلْتُ بينَهُما وأنهيتُ الشِّجار، ثم نَصحْتُهما باللجُوء إلى التفاهمِ في ما بينهُما لحلِّ أيِّ خلاف، قلتُ لهما ذلكَ بحكمةٍ تَليقُ بولدٍ في التاسعةِ منَ العُمر. في تلكَ اللحْظَةِ سَمعتْني امرأةٌ شابةٌ تَعْبُرُ الشَّارع، قالتْ وهي تَمُرُّ بالقُرب مني: _ أنتَ مَلِك! قلتُ لها:

_ شُكْراً لكِ يا سيدتي.

وبقيتُ أتابعُها بعينيَّ حَتى ابتعدتْ وغابتْ خَلْفَ إحدى البنايات.

طارَ قَلبي منَ الفَرح، لأنني لم أكنْ أتوقعُ هذه المكانةَ العالية. كنتُ وأنا أنهي الشجارَ بَيْنَ الولدَيْن، أتمثَّلُ سُلوكَ أبي وأمي أثناء مُشاجراتي معَ أختي سُلافةَ. كانَا يفصلان بيننا ثم يقولُ أبي: اسمعْ يا أدْهَم، اسمعي يا سُلافة، لا فائدةَ من هذا الشجار، حينما تختلفانِ على أمْرٍ ما، فإنَّ التفاهُمَ في ما بينكما هو أفضلُ وسيلةٍ لإنهاءِ الخلاف.



2



اختلفَ حالي بعدَ الذي قالَتْهُ لي المرأةُ الشَّابة، وشعرتُ أنني ملكٌ بالفعل، كدْتُ أخبرُ زُملائي التلاميذَ بذلكَ وأنا أقتربُ من المدرسة، غيرَ أنني قررتُ التَّمَهُّلَ، وقلتُ: أحتفظُ بهذا السرِّ لنفسي بعضَ الوقْت. أدركتُ بعدَ لحَظَات، أنَّ قَراري كانَ صَحيحاً، لأنَّ مجردَ إعلانِ نفسي مَلكاً، سَيوقعُ مديرَ مَدرستي والمعلمينَ والتَّلاميذَ في ارْتِباكٍ. سَيضطرُّ المديرُ إلى الخروجِ مِنْ مَكْتبهِ كُلَّ صباحٍ لاستقبالي عندَ بابِ المدرسة، لأنه منْ غيرِ اللائقِ أنْ يكونَ لَدَيْهِ مَلكٌ يَتلقى العِلْمَ في المدرسة، ولا يُؤدي لَهُ ما يَستحقُهُ من مَراسمِ استقبالٍ وَوداعٍ كلَّ يوم. لو اكتفى الملكُ بالمجيء إلى المدرسة مرّةً واحدةً أوْ مرتين في السنة، لاحْتَمَلَ المديرُ ذلك، وَلقامَ بالواجِبِ خَيْرَ قيام، وَمَعَهُ كُلُّ مَنْ في المدرسة من مُعلمين وتلاميذ، أمَّا أنْ يُضطرَّ إلى ذلكَ كلَّ يوم، فإنه غيرُ مُحْتمَل.

لذلك، قررتُ الاحتفاظَ بالسرِّ لنفسي، وانتظمتُ في الدراسة مثلَ المُعتاد.



3



ولا أنكرُ بأنَّ سلوكي قد تغيّرَ إلى حدّ ما، وازدادَ اهتمامي بما حَوْلي.

صِرْتُ أصغي جَيداً إلى ما يَقُولُهُ ضُيوفُ أبي مِنْ كَلام حَوْلَ كُرة القَدَم، وَمُسَلسلاتِ التلفاز، وكذلكَ حولَ أوضَاعِنا العَامَّة، اعتبرتُ ذلكَ ضرورياً لي، لأنه لا يُعقلُ أنْ تكونَ ملكاً ولا تهتمَّ بالأوْضاعِ العامَّة وبأشياءَ أخْرى غَيْرِها. وَلعلَّ مِنْ حُسْنِ حَظي، أنَّ أبي وأمي مُهتمَّان بأشياءَ كثيرةٍ، وَكذلكَ ضُيوفهما الذينَ يأتونَ معَ زوجاتهم لزيارتنا. ولا يمكنُ إلاّ أنْ تَدورَ بينَ الجميعِ أحاديثُ شَتَّى، كُلُّها نَفْعٌ وفائدةٌ لملكٍ مِثْلي لَمْ يَتجاوزِ التاسعةَ بَعْدُ. ولا أنْكِرُ أنني أفكِّرُ، في بَعْضِ الأحيان، بالقيامِ بمفاجَأة: أنهضُ وأجلسُ في مكانِ الصَّدَارة في الصَّالة، وأعلنُ أمامَ الجميعِ بأنني مَلك، ثم أتَوَلَّى الحديثَ والجميعُ يُصغونَ لي.

لكنني لا أريدُ أنْ أُثْقِلَ عَلى أبي، ففي اللحْظةِ التي يعرفُ فيها أنَّ في بيته مَلكاً، سَيتغيرُ أسلوبُ حَياتنا، سُيبادرُ أبي إلى شراء سَريرٍ مَلَكيٍّ لكي أنامَ فيه، لأنَّ مِنْ غيرِ المعْقولِ أنْ أستمرَّ في النوم في سَريري القَديم، وَسَيُضطرُّ أبي إلى شراء قصرٍ لكي نَسكُنَ فيه، وفي هذه الحالةِ، لا بُدَّ من توفيرِ أعْدادٍ كبيرةٍ من الخدَمِ والمرافقينَ والحرَّاسِ والسياراتِ والكلابِ والقطط!

لا أريدُ أنْ أثقلَ على أبي، ولذلك، أنصرفُ أنا وأختي سلافةُ إلى مُساعَدةِ أمّنا في إعدادِ القهوةِ والشاي، ولا نَتوانى عنْ خدمةِ الضيوف، وأحْرَصُ في الوقتِ نفسهِ على الاسْتماعِ إلى الأحاديثِ التي تَدورُ في بيتنا، فأسمعُهمْ يتحدثونَ عنْ ضَرورة إحلالِ السَّلام في منطقتنا لكي نعيشَ في أمْنٍ وأمان، فَيزدادُ اهتمامي بكلِّ ما أسمعه. وحينما يحينُ وقتُ انصرافنا، أنا وأختي، إلى غُرفتنا لكي ندرسَ دُروسنا، تَصْطَدِمُ قَدمي بالطرابيزة، تَسقطُ من فوقها كأسٌ فارغةٌ وَتنكسر، أشعرُ بالحرَج، لأنَّ ملكاً مثلي يَنبغي أنْ يكونَ حَذِراً حينما يحركُ قدمَهُ، وحينما يَهمُّ بالنهوض. نَظَّفَ أبي المكانَ مِنْ بقايا الزجاج، وقال: لا تشعرْ بالحرج، مثلُ هذا الأمر يحدثُ معَ أيِّ إنسان. كدتُ أقولُ له: أنا مَلكٌ، ولستُ أيَّ إنسان. لكنني بقيتُ صامتاً وابتعدتُ. ثم أقنعتُ نفسي بأن الملكَ قدْ يتسببُ أيضاً في كَسْرِ كأسٍ من الزُّجاج.



4



بعدَ أسابيعَ مِنْ ذلكَ الصباحِ الذي رأيتُ فيه المرأةَ الشابة، سَاوَرَتْني الشكوكُ وقلتُ إنَّ أمْري انكَشَف.

ابتدأتْ هذه الشكوكُ حينما استيقظتْ سلافةُ وقالتْ: صَباحُ الخيرِ يا صَاحبَ الجلالة!

قُلت لها: صَباحُ الخير، ولكنْ لماذا صَاحبُ الجلالة؟

قالتْ: مَا الخطأ في ذَلك؟ أنتَ تَستحقُّ أن تكونَ صاحبَ الجلالة! ألا يُرضيكَ ذلك؟

قلت: يُرضيني طبعاً، ولكنْ ما الذي خَطرَ ببالكِ كيْ تقولي هَذا الكَلام؟

قالتْ: ربما كانَ المسلسلُ التلفزيوني الذي رأيناه ليلةَ أمسِ هو السّبب.

قُلت: هل المسلسلُ هو السّبب بالفعل؟

وَيبدو أنَّ سُلافةَ اسْتغربَتْ إلحاحي على طَرْحِ الأسئلةِ، سألتْ: هل أنتَ مُتضايقٌ مما قلتُه لَك؟

قُلت: لستُ مُتضايقاً، وإنما أحبُّ أنْ أعرفَ كلَّ شيء بِدِقَّة.

قالت: بوسْعِكَ أنْ تُناديني صاحبةَ الجلالة، ولنْ أتضايقَ.

قلتُ محاولاً إنهاءَ الموضوع: أنتِ تَستحقين أنْ تكوني صَاحبةَ الجلالة.



5



غادرتْ سلافةُ الغُرفةَ وَتركَتني نهباً للشّكوك. هي في العاشرة منَ العمر، وأنا أحبُّها وأحترمُها، ويبدو أنها عَرَفتْ بطريقةٍ ما أنني مَلك. بطبيعةِ الحال، يَسرُّني أنْ تَعرفَ أخْتي أنني مَلك، وَيسرُّني أنْ يعرفَ الناسُ كُلُّهُم أنني مَلك، لكنني أشفقُ على أخْتي وعلى أبي وأمّي وعلى أصْدقائي وعلى أبْناءِ مَدينتي، مِنْ نتائجِ ذلك، فأنا لا أريدُ أنْ أحَمِّلَ الناسَ فَوْقَ طَاقتهِم، ولا أحبُّ أنْ يَنشغلوا بي، ويصيبَهُم القلقُ الدَّائم بسببي، لأنَّهُ لا يُعقلُ أنْ يكونَ جَارُكَ مَلكاً ولا تُفكرُ بكلِّ صَغيرةٍ وكبيرةٍ منْ تَصرفاتِكَ اليوْميّة. قَدْ تُضطرُّ إلى المشْي على رُؤوسِ أصَابعِ قَدميك كيْ لا تُزعجَ الملك، وَهذا ما لا أريدُهُ. لا أريدُ لأفْرادِ أسرتي ولأصدقائي ولأبناء مدينتي أنْ يَعيشوا حَياتهم في حالةٍ من الاسْتنفارِ الدائم، أريدُهُم أنْ يَعيشوا حَياتهم منْ دونِ أي شعورٍ بالحرَج أو الاضطرارِ إلى اتخاذِ إجراءاتٍ استثنائيةٍ، خِدْمَةً للملك.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
jojo
مراقب عام
مراقب عام
jojo



حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين) Empty
مُساهمةموضوع: رد: حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين)   حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين) Emptyالأحد أبريل 12, 2009 4:38 pm

6

غادرتُ البيتَ مُسرعاً وقصدتُ بيتَ حَنَّا وسوزان.

سَأجدُ الخبرَ اليقينَ عندَ حنا وسوزان، إنهما صَديقان مُخلصان لي ولا يمكنُ أنْ يُخْفيا عني شيئاً.

وَجَدْتُهما في البيت. قلت: لنْ آخذَ منْ وَقْتِكُما كثيراً، ولكنْ اسْمَحا لي بأنْ أطرحَ بعضَ الأسئلة.

قالَ حنا: اسألْ ما تُريد.

قالتْ سوزان: ماذا تريدُ أنْ تَسأل؟

سألت: هلْ سَمعتُما عنْ مَلكٍ في هذه المدينة؟

ضحكَ حنا: هل جئتَ لكي تَمزحَ معنا؟

قالتْ سُوزان: ليسَ لدينا وقتٌ للمزاح!

قلتُ جَادّاً: أنا لا أمْزَح.

قال حنا: لم أسمعْ عنْ ملكٍ في هذه المدينة.

قالت سوزان: أنا أيضاً لم أسمعْ عنْ ملكٍ في المدينة.

رغبتُ في التفاخر، وكدتُ أخْبرُهما بأنني أنا نفسي مَلك، غيرَ أنني خفتُ عليهما مِنْ شدةِ المفاجأة.

قلت: ملكٌ صغيرٌ في التاسعةِ منَ العُمر!

ضحكَ حنَّا: يا إلهي! هلْ يوجدُ هذا الملكُ فعلاً، وفي التاسعةِ مِنَ العُمر!

قالتْ سوزان مُتعجِّبة: في التاسعة!

قال حنا: كَمْ أحبُّ أنْ ألتقي هذا الملك!

قالت سوزان: أنا أيضاً أحبُّ أنْ ألتقيه.

سررتُ وأنا أستمعُ إلى كَلماتهما الأخيرة، لكنني سَيْطَرْتُ على نفسي، وقلتُ في سري: على الملكِ أن يَتصرفَ بمنتهى المسؤوليةِ.

قالَ حنا: لو كانَ هناكَ ملكٌ في المدينة لتحدثتْ عنهُ محطاتُ الإذاعةِ والتلْفَزَة!

قلتُ بأسلوبٍ غامضٍ مُثيرٍ للانتباه: إنه ملكٌ سرّي! لا يحبُّ أنْ يَنشغلَ به الناس!

قال حنا: لأوَّلِ مَرةٍ أسمعُ أنَّ في هذه الدنيا مُلوكاً سرّيّين!

كررتْ سوزان: نعم، لأولِ مرة!

اطمأنَّ بالي وأدْرَكْتُ أنَّ سري لم يَنكشفْ، وإلاّ لَبَاحَ به حنا وأختُهُ سوزان.



7



أثناءَ عَوْدتي إلى البيت، تساءلتُ: هل تكونُ أختي سُلافةَ مَلكة!

تذكَّرْتُ قولَها لي: إنَّ بوسعكَ أنْ تُناديني صاحبةَ الجلالة! وفكَّرْتُ: سلافةُ لم تقلْ ذلكَ إلا لكَي تُلَمِّحَ لي بأنها مَلكة! إذاً، هي مَلكة، وهي تَستحقُّ ذلك. لكنني أشفقتُ على أمّي وأبي، إذْ سَيكونُ حِمْلُهُما ثَقيلاً لأنَّ لَدَيهما في البيتِ مَلكاً ومَلكة. أشفقتُ على حَنَّا ومحمَّد وسوزان وبقيةِ الأصْدقاء، أشْفقتُ على أهْلِ مَدينتي، سيكونُ حَذَرُهُمْ مُضَاعَفَاً، سَيجدونَ أنفسَهُم مُضطَرّين إلى المشْي على رُؤوس أصَابعِ أقْدامِهِم أكثرَ مما يَنبغي، وإلى التحدُّثِ هَمْساً، وذلكَ احتراماً للملكِ والملكة، وَحِرْصَاً على رَاحتهما. قُلت: سَأسعى إلى مَعْرِفَةِ سرِّ سُلافة، وَقَدْ أكْشفُ لها سِرّي لِكَي تَكشفَ لي سِرَّهَا.



8



انهمَكْتُ في مؤتمرِ الأطفالِ الذي انعقدَ في مَدينةِ رامَ الله تَضامُناً مَعَ أطْفَالِ فِلَسْطين.

انعقدَ المؤتمرُ بحضورِ ثلاثمائةِ وَلدٍ وبنتٍ منْ أنحاء العَالم، وَكانَ في عِدادِ الحضورِ أربعةُ أوْلادٍ إسْرائيليين وَثلاثُ بَنات، وهُم جَميعاً مُعارضونَ للاحتلال مُؤيدونَ للسَّلام. وكنتُ أنا وأختي سُلافةُ وابنُ خالي محمد وابنُ جيراننا حنا وأخته سوزان، منَ المشاركين في المؤتمر. تمّ انْتَخابي رَئيساً للمُؤتمر، وقلتُ في سري: ثمةَ مَنْ يَعْرِفُ أنني مَلك، ولذلكَ تمَّ انتخابي للرئاسة. أخْتي سلافةُ قالت إنَّ هذا الأمرَ تَمَّ بسببِ أنني أصغرُ الأعْضاء سِنّاً. لم أُجَادِلها كَثيراً في الأمْر، وَبقيتُ على قناعتي بأنَّ انْتخابي للرئاسةِ تمَّ بسببِ أنني مَلك، لأنَّ سوزان في التاسعة من العمرِ أيضاً، وَلم يُفكّرْ أحدٌ بِطَرْحِ اسْمها لرئاسةِ المؤتمر. شَكرْتُ للبناتِ وللأولادِ القادمينَ مِنْ مُختلفِ أقطارِ العالم قُدومَهُمْ إلينا للتَّضامُنِ مَعَنا، وَتذكَّرتُ كَلمات أبي أمامَ ضُيوفه فاستعنتُ بها. قلتُ: نحنُ بحاجةٍ إلى السَّلامِ الذي يَعترفُ لنا بحقوقنا، ثم أنهيتُ خطابي بالهتاف: عاشت الصداقةُ بينَ جَميع شُعوبِ العالم.

صفَّقَ الحضورُ لي، وشعرتُ أنني ملكٌ بالفعل، وأنني أستحقُّ رئاسةَ هذا المؤتمرِ الذي امتدَّ ثلاثةَ أيامٍ، قَضَيْناها في نقاشاتٍ مُثمرة، وفي قراءة نماذجَ من الشعر، وفي القيام بأنشطةٍ أخرى: الرَّسمِ وَعزفِ الموسيقى والغِناء، وتبادلِ العناوينِ.



9



ودَّعْنا الضيوفَ الأجانبَ، وعُدنا إلى بُيوتنا.

عُدتُ أنا وسلافةُ إلى البيت، وفي الطَّريقِ لم أحْتَمِلْ مُواصلةَ التَّكَتُّمِ على سِرّي من دونِ أنْ أكشفَ لسُلافةَ هذا السر. قلتُ لها: سَأطْلعُكِ على سرّي، ولكنَّ لي شَرْطَاً! قالتْ: ما هو الشَّرط؟ قُلت: تُطلعينني على سِرِّك. قالتْ: أنتَ تَعْرفُ أنني لا أخْفي عَنْكَ شيئاً. قلت: هذا صَحيح، والآنَ، أحبُّ أنْ تَعلمي أنَّ أخاكِ مَلك. قالتْ بصوتٍ يَنمُّ عنْ إعجاب: أنتَ ملك! قلتُ باتزانٍ لا يَليقُ إلا بالملوك: نعم. سألتْ: منذُ متى أصبحتَ ملكاً؟ قلت: منذُ ثلاثةِ أشهرٍ أوْ أكْثرَ قليلاً. قالتْ مُعاتبة: أخْفَيْتَ عني سرَّكَ كلَّ هذا الوقت! أبديتُ لها أسفي وقلتُ إنني أخطأتُ لأنني أخفيتُ السرَّ عنها. سألتْ: مَنْ نصَّبَكَ ملكاً؟ أخبرتها أنَّ أحداً لم يُنصبني ملكاً، لأنَّ ذلكَ لوْ حدثَ فلنْ يَبقى الأمرُ سِرَّاً، وسوفَ تَبُثُّ محطاتُ التَّلفَزَةِ حَفْلَ تَنصيبي مَلكاً. سألتْ: إذاً، كيفَ أصبحتَ ملكاً؟ أخْبرتها بما قَالته لي المرأةُ الشابةُ. قالتْ: ليتني أصْبِحُ مَلكة! قلتُ: إذاً فأنتِ لستِ ملكة! قالت: لو أنني ملكةٌ لأخبرتُكَ بذلكَ على الفور. شعرتُ بتعاطفٍ معَ أختي ولم أجدْ كلاماً يليقُ بالموقف أقولُهُ لها، قَبضْتُ على يدها وسِرْنا يَداً بِيَد.

قالتْ سلافةُ فيما نحنُ سَائران: صِفْ لي تلكَ المرأة. قلت: لها ابتسامةٌ جميلةٌ، ولها عَينانِ وَاسعتان. قالت: هلْ عَرَفْتَ إلى أينَ ذَهَبَتْ؟ قلت: لا، لم أعرفْ. سألتْ: ألم ترَها تطيرُ وتحلقُ مُبتعدةً في الفضاء؟ قلت: ما حاجتُها للتحليقِ في الفضاء، أعتقدُ أنها كائنٌ أرْضيٌ مثلنا. قالتْ: أشكُّ في ذلك. ازددتُ إعجاباً بنفسي، وقلتُ في سري: إذاً، ثمة مَنْ يأتيني من الفضاء لكي يقولَ لي: أنتَ مَلك. ازددتُ حُباً لسلافةَ لأنها أوْضَحَتْ لي حقيقةً كانتْ غائبةً عنْ بالي. سألتني: هلْ تتكرمُ بمساعدتي فيما إذا رأيتَ هذه المرأةَ ثانيةً؟ سألتُ: هلْ تَرغبينَ في أنْ تُصبحي مَلكة؟ قالتْ: نَعم.

كانتْ ساعةُ الغروبِ تَقترب، والسماءُ مجللةٌ بغيومٍ كَثيفة، والطقسُ باردٌ، وأنا وأختي نسيرُ في الشّارع مُتَّجِهَيْنِ نحوَ البيت. سألتُها: ماذا ستفعلينَ حينما تُصبحينَ مَلكةً؟ قالتْ: سَأشتري عشرينَ فُستاناً مَلكياً مِنْ تلكَ الفَساتينِ الطَّويلةِ التي تُغطّي قَدَميّ حينَما أرتديها وَتنسابُ مِنْ خَلفي على الأرْض. قلت: سوفَ تتسخُ إنْ لم تَرفعيها بِيَدَيْك. قالت: لنْ تَتّسخ، لأنني سأمشي فوقَ سِجَّادٍ أحمرَ نَظيف! راقَ لي مَشْهَدُ سُلافةَ وأنا أتَخَيَّلُها تَمشي فوقَ السجاد. سَألت: وماذا سَتفعلينَ أيضاً؟ قالت: سأقومُ برحلةٍ حَوْلَ العالم، لكي أتعرَّفَ على بلدانٍ كثيرة.

بَدأ المطرُ بالهطُول. تَلفَّتتْ سلافةُ نحوَ الغيومِ الدَّاكنةِ في السماء، ثم قالتْ لي: أسْرِعْ يا مَوْلايَ الملك، بعدَ قليلٍ يشتدُّ هُطولُ المطر.

تَلفتُّ نحوَ السماء، وأدركتُ أنَّ كلامَ سُلافةَ صَحيح. رَكَضْتُ وإياها، رَكضْنا كما لم نركضْ مِنْ قَبْل. وها أنذا في السابعةَ عشرةَ من عُمري، أجْلسُ وأكتبُ عن تلكَ الأيامِ المليئةِ بالأحْلام الجميلة، وأتذكَّرُ ذلكَ المشهدَ الممتعَ: مَشْهَدَ مَلِكٍ وأخْتِهِ يَرْكُضانِ تحتَ المطَر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
jojo
مراقب عام
مراقب عام
jojo



حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين) Empty
مُساهمةموضوع: رد: حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين)   حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين) Emptyالأحد أبريل 12, 2009 4:48 pm

الشيخ العجيب


حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين) Badr1l




نـص للأطفال بقلم: رابح خدوســي



في العُطلَةِ الصَّيفِيَةِ المَاضِيَةِ زَارَ سَـليِمٌ عَمَّهُ في الرِّيفِ ، وَعَاشَ مَعَهُ أَيَامًا مُمْتِعَةً،ثُمَّ كَتَبَ عَنْهُ قَائِلاً:

ـ عَمِّي صَالِح رَجُلٌ سَعيدٌ، حَياتُهُ عَمَلٌ واجتِهَادٌ، وَأيَّامُهُ أفْرَاحٌ وأعْيَادٌ...

عَمِّي صَالِـح يَسْكُنُ القَريَةَ التي وُلدَ بِهَا،مَحْبُوبٌ عِنْدَ سُكَّانِ بَلْدَتِهِ لأنَّهُ لطِيفُ المُعَاشَرَةِ،حُلوُ الكَـلامِ،كَثِيْـرُ الابْتِسَـامَةِ.يَعِيْشُ حَيَاةً عَجِيبَةً غَرِيبَةً، لَكِنَّهَا مُمْتِعَةٌ هَادِئَةٌ...

لَوْ تَسأَلُهُ:

- مَاهِي سَاعَتُكَ؟

يُجيبُكَ عَمِّي صَالِح في زَهْوٍ:

- دِيكٌ يَصِيـحُ وَقْتَ الفَجْرِ وَالظُّهْرِ، وَظِلٌّ أرَاهُ مَعِي يَمْشِي كُلَّـمَا طَلَعَ البَدْرُ أوْ ظَهَرَتِ الشَّمْسُ...

عَمِّي صالِـح يَسْمَـعُ الأغَـاِني الجَمِيلَـةَ مِنْ صَـوْتِ العَصَافِيِـر نَهَـارًا، وَنَقِيـقِ الضَّفَادِعِ لَيْلاً...وَيُتَابِعُ أخْبَـارَ الدُّنْيَـا عَبْرَ أمْوَاجِ الطَّبيِعَةِ وَ عَلَى شَاشَةِ الأرْض ،فيرَى مُعْجِزَاتِ الكَـوْنِ وهُوَ يَتَأمـلُ مَـمْلَـكَةَ النَّـحْلِ،

وَمَسِيرَاتِ جُيُـوشِ النَّمْلِ، فَهَـلْ يَحْتَـاجُ عَمِّي صَالِح إلى مِذْيَـاعٍ أو تِلْفَازٍ؟!

عَمِي صَالح فَـلاَحٌ نَشِيْـطٌ، رِيَّاضِـيٌ يَجْـرِي في سُرْعَـةِ البَرْقِ فيَسْتَنْشِقُ الهَواءَ النَقي، لَهُ صَوْتٌ كَالرَّعْدِ وَقُـوَّةٌ كَالأسَدِ.

لـَمْ يَزُرْ طُولَ حَيَاتِهِ طَبِيبًا لأنَّهُ سَلِيمُ الجِسْمِ وَالعَقْلِ... وَإذَا أَصَابَهُ دَاءٌ يُعَالِجُ بِرَحِيقِ الزَّهْرِ وَبُذُورِ الأعْشَابِ وَعَسَلِ النَّحْلِ.

حَقًّا إنَّهُ طَبِيْبُ نَفْسِهِ كَمَا قَالَ...!!

كُلَّ مَسَاءٍ تُهْدِيهِ دَجَاجَتُهُ الحَمْـرَاءُ بَيْضًاشَهِيـًّا، يَجِـدُهُ في مَحْضَـنِ التِّبْنِ،

وَحَدِيقَتُهُ الخَضْرَاءُ تُطْعِمُهُ خُضَـرًا وَفَوَاكِهَ،وَزَوْجَتُـهُ الزَهْرَاءُ تُهْدِيِهِ خُبْزًا يَدَوِيًا لَذِيذًا.

سَأَلتُهُ مَرَّةً:

- عَمِّي صَالِح مَاهُوَ عُنْوَانُ مَنْزِلِكَ؟

نَظَرَ نَحْوِي مُبْتَسِمًا، ثُمَّ قَالَ:

-أسْكُنُ حَدِيقَةَ الحُبِّ، فِي شَارِعِ الـحُرِّيَةِ، حَي السَّـعَادَةِ، بَلَـدِيَة العَـصَافِيرِ، وِلايَةَ الاجْتِهَادِ،جُمْهُورِيَّة السَّلاَمِ.

وَسَأَلتُهُ عَنْ رَقْمِ مَنْزِلِهِ فَأَجَابَنِي:

إِنَّ رَقْمَ بَيْتِي يَتَغَيَّرُ كُلَّ مَسَاءٍ حَسْبَ عَدَدِ حَبَّاتِ العَرَقِ التِي تَتَصَبَّبُ مِنْ جَبِيِنِي أَثْنَاءَ عَمَلِي خِلاَلَ كَامِلِ النَّهَارِ .

ضَحِكْـتُ لِكَلاَمِ عَمِّي صَالِـح فَضَمَّنِي إلى صَـدْرِهِ وَقَبَّـلَنِي ،ثُمَّ قَـدَّمَ لِي

بَاقَةَ أَزْهَارٍ وَسـلَّةَ فَـوَاكِه مِنْ ثِمَارِ حَدِيقَتِهِ.

إِنَّهُ عَمِّي صَالِح .... وَإِنَنِي أُفَكِرُ فِي العَيْشِ

مِثْلهُ..... وَسَأَفْعَلُ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
jojo
مراقب عام
مراقب عام
jojo



حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين) Empty
مُساهمةموضوع: رد: حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين)   حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين) Emptyالأحد أبريل 12, 2009 4:59 pm


سباق الحيوانات

حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين) Annimalgarden



بقلم: رابح خدوسي



فِي إِحـدَى الغَابَـاتِ الكَثّيِفَةِ اجتَمَعتِ الحَيَـوَانَاتُ مَسَاءَ يَومٍ مِنَ الأَيَّامِ لِلاحْتِفَالِ بِعِيدِهَا السَّنَوِي مَعَ بِدَايَةِ فَصْلِ الرَّبِيعِ، حَيْثُ تَخْتَارُ زَعِيمَ الغَابَةِ الجَدِيدِ بِهذِهِ المُنَاسَبَـةِ.

كَانَتِ العَادَةُ أَنْ تَتَسَابَقَ الحَيَوَانَاتُ فِي خِتَامِ الحَفْلِ لِيَتَسَلَّمَ الفَائِزُ الأَولُ فِي السِّبَاقِ رَايَةَ الحُكْمِ.

وبَعْدَ أَن احْتَفَلَ الجَمِيعُ بِالعِيدِ السَّنَوِي لِلْحَيَوَانَاتِ، اخْتَارَتْ كُلُّ فَصِيلَةٍ مِنْهَا مُمَثِّلاً عَنْهَا فِي السِّبَـاقِ.

وَقَـفَ المُتَسَابِقُونَ صَفًّا وَاحِدًا، و بَقِيَّتِ الحَيَوانَاتُ الأُخْـرَى مِـنْ أَرَانِبَ وَذِئَابٍ وَغِزْلاَنٍ وَأُسُودٍ وَقَنَافِذٍ وَثَعَالِبٍ وَقُرُودٍ وغَيْرِهَا تُشَجِّـعُ مَنْ يُمَثِّلُهَا بِالأَهَازِيجِ الغِنَائِيةِ وَالتَصْفِيـقَاتِ الحَـارَّةِ… وَصَمَتَ الجَمِيعُ فَجْـأَةً ..!

تَقَدَّمَ كَبِيرُ الذِّئَابِ، وَالْتَفَتَ نَحْوَ الجَمِيعِ ثُمَّ عَوَى بِصَوْتٍ مُرْتَفِعٍ مُعْلِناً بِذلِكَ بِدَايَةَ السِّبَـاقِ.

انْطَلَقَ المُتَنَافِسُونَ فِي سِبَاقٍ عَجِيبٍ، وَحَمَاسٍ مُدْهِشٍ، كُلُّ وَاحِدٍ يَجْرِي نَحْوَ خَطِّ الوُصُولِ حَيْثُ كاَنَتْ لَجْنَةُ التَّحْكِيمِ فِي الانْتِظَـارِ قُرْبَ ضِفَّـةِ النَهْرِ الكَبِيرِ الَّذِي يَخْتَرِقُ النَّاحِيَةَ الشَّمَالِيةَ لِلْغَابَـةِ. فِي وَسَطِ الغَابَـةِ قَالَ الذِّئْبُ فِي نَفْسِهِ وهُوَّ يَجْرِي:

-سَأَفْتَـرِسُ الأَرْنَـبَ قَبْلَ الوُصُولِ، وقَالَ الثَّعْلَـبُ كَذَلِكَ.

وقَالَ الأَسَـدُ:

- سَأَقْضِي عَلَى الجَمِيعِ لأَفُـوزَ بِالسِّبَـاقِ.

وَلَمْ يَقُلِ الأَرْنَبُ شَيْئاً.

اشْتَدَّ السِّبَـاقُ، وتَفَرَّقَ المُتَسَابِقُونَ وَهُمْ يَبْحَثُونَ عَنِ المَخَـارِجِ القَرِيبَـةِ مِنَ النَّهْـرِ فَاصْطَـدَمُوا بِالأَشْجَارِ، وَطَارَتِ العَصَافِـيرُ مِنْ أَعْشَاشِهَا حَائِـرَةً ...!

هَا قَدْ وَصَلَ الأَرْنَبُ إِلَى خَطِّ الوُصُولِ يَلْهَثُ وَالعَرَقُ يتَقَاطَـرُ مِنْ أُذُنَيْهِ.

تَعَجَّبَـتْ لَجْنَةُ التَّحْكِيمِ المُتَكَوِنَةُ مِنَ الحَيَوَانَاتِ الأَلِيفَةِ:

القِّـطُ، الكَلْبُ، الخَرُوفُ، لَكِنَّهَا صَفّقَتْ لِلأَرْنَبِ عَلَى فَوْزِهِ ثُمَّ بَقِيَّتْ تَنْتَظِرُ قُدُومَ المُتَسَابِقِينَ الآخَرِيـنَ، بَيْنَمَا بَدَأَ الأَرْنَبُ فِي الاسْتِعْدَادِ لِلاسْتِحْمَامِ بِمَاءِ النَّهْـرِ.

بَعْدَ حِينٍ وَصَلَ الثَّعْلَبُ مُنْتَفِخَ البَطْنِ وَهُوَ يَقُـولُ:

- لَقَدْ تَأَخَّـرْتُ لانْشِغَالِي بِمُطَارَدَةِ غُرَابٍ كَانَ يُرِيدُ الاعْتِـدَاءَ عَلَى بَيْضِ عصْفُورَةٍ صَغِيَرَةٍ، إِنِّي لاَ أُحِبُ الظُّلْـمَ.

قَالَتْ لَجْنَةُ التَحْكِيمِ:

- لَكِنَّكَ أَكَلْتَ الغُرَابَ الأَسْودَ، والعُصْفُورَةَ الصَّغِيرَةَ مَعَ بَيْضِهَا، لَقَدْ أَخْبَرَنَا الذِّئْبُ بِذَلِكَ.

قَالَ الثَّعْلَبُ غَاضِباً:

- وَ أَيْنَ الذِّئْبُ المَاكِرُ الآنَ؟

لاَشَكَّ أنَّهُ انْسَحَبَ مِنَ السِّبَاقِ عِنْدَمَا رَأَى قَطِيعَ غَنَمٍ يَرْعَى قُرْبَ الغَابَةِ، سَأَذْهَبُ لأُخْبِرَ الرَاعِي بِمَا يَنْوِيهِ الذِّئْبُ.

بَعْدَ بُرْهَةٍ قَصِيرَةٍ وَصَـلَ الأَسَدُ بِخُطًى مُتَثَاقِلَةٍ لاَهِثاً مِنَ التَّعَـبِ وَالدَّمُ يُلَطِّخُ فَمَهُ الكَبِيرَ ورِجْلَيْهِ الأَمَامِيَتَينِ، انْدَهَشَتْ لَجْنَةُ التَّحْكِيمِ لَمَّا رَأَتْ حَالَ الأَسَدِ وَقَالَتْ:

- مَا بِكَ أَيُّهَا الأَسَدُ؟ !

تَظَاهَرَ الأَسَدُ بِالأَسَى وَأَجَابَ:

- لَقَدْ أَصَابَتْ رِجْلِي رَصَاصَةٌ عِنْدَمَا كُنْتُ أُحَاوِلُ الدِّفَاعَ عَن غَزَالَةٍ أَرَادَ صَيَّادٌ قَنْصَهَا بِبُنْدُقِيَّتِهِ.

تَفَطَّنَـتْ لَجْنَةُ التَّحْكِيـمِ لِكِذْبَتِـهِ وَ قَالَتْ:

- نَحْنُ نَرَى الـدَّمَ فِي أَسْنَانِكَ، وَهُو دَلِيلٌ قَاطِعٌ عَلَى أَنَّكَ أَكَلْتَ الغَزَالَةَ الجَمِيلَةَ، كَمَا أَنَّنَا لَمْ نَسْمَعْ صَوْتَ البَارُودِ الَّذِي تَحَدَّثْـتَ عَنْـهُ … !

تَرَدَّدَ الأَسَدُ قَلِيلاً ثم تَكَلَّمَ آسِفاً:

- نَعَمْ لَقَدْ أَكَلْتُ الغَزَالَةَ بَعْـدَمَا رَأَيْتُ جَمِيعَ حَيَوَانَاتِ الغَابَةِ يَأْكُلُ بَعْضُهَا البَعْضَ الآخَرَ.

التَفَتَتْ لَجْنَةُ التَّحْكِيِمِ نَحْوَ الأَرْنَبِ سَائِلَةً إِيَّاهُ:

- كَيْفَ وَصَلْتَ أَيُّهَا الأَرْنَبُ سَالِماً وَأَحْرَزْتَ عَلَى المَرْتَبَةِ الأُولَى؟

أَجَابَ الأَرْنَبُ:

- لأَنَّنِي لَمْ أَطْمَعْ فِي أَكْلِ أَحَدٍ، بَلْ كَانَ وُصُولِي قَبْلَهُمْ لأَنَّنِي كُنْتُ هَارِباً خَوْفاً مِن أَنْ تَفْتَرِسَنِي الحَيَوَانَاتُ المُتَسَابِقَةُ.



تَحَاوَرَتْ لَجْنَـةُ التَّحْكِيمِ فِيمَا بَيْنَهَا ثُمَّ قَالَتْ:

- هَنِيئاً لَكَ أَيُّهَا الأَرْنَـبُ لقَدْ أَصْبَحْتَ الآنَ زَعِيـماً عَلَى الغَابَـةِ وَمَا فِيهَا.

لَمْ يَرْقُـصِ الأَرْنَبُ طَرَباً لِهَـذَا الخَبَرِ، بَلْ قَالَ لأَعْضَاءِ لَجْنَـةِ التَّحْكِيمِ:

-شُكْراً لَكُمْ، لَكِنِّي لاَ أُرِيدُ كُرْسِيَّ الحُكْمِ بَلْ أُفَضِّلُ العَيْـشَ مَعَكُمْ فِي القَرْيَـةِ مَعَ الحَيَوَانَاتِ الأَلِيفَـةِ بَعِيداً عَنِ الغَابَـةِ… بَعِيـداً عَنِ الحَيَوانَـاتِ المُفْتَرِسَـةِ.

تَشَاوَرَتْ لَجْنَةُ التَّحْكِيمِ، ثُمَّ أَعْلَنَتْ مُوَافَقَتَهَا عَلَى طَلَبِ الأَرنب


عدل سابقا من قبل jojo في الأحد أبريل 12, 2009 5:13 pm عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
jojo
مراقب عام
مراقب عام
jojo



حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين) Empty
مُساهمةموضوع: رد: حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين)   حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين) Emptyالأحد أبريل 12, 2009 5:05 pm

يلعب ... يلعب

حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين) 1239577373
بقلم طارق البكري

كان هنالك طفل اسمه (يلعب)، لم يكن أحد يصدق أنه اسمه الحقيقي، دائماً يظنون أنه يحب اللعب، ولهذا السبب يسمي نفسه (يلعب).

عندما كبر (يلعب) ودخل المدرسة سألته المعلمة عن اسمه فقال: (يلعب)..

قالت: من الذي يلعب؟

أجابها: ليس هنالك أحد يلعب.. أنا.. أنا أسمي (يلعب)..

قالت: عجيب! اسمك (يلعب)؟؟

ضحكت وتابعت: لا شك أنك تمزح.. قـل الحقيقة..

- أقسم أن اسمي هو (يلعب.. يلعب.. يلعب) وليس لي اسم سواه، فلماذا لا يصدقني أحد؟

هزت المعلمة رأسها: لا بأس..لا بأس.. ليس مهماً.. مااسم ابوك؟

قال: اسمه (يعمل)..

تلفتت المعلمة تكتم غيظها.. ظنت أن الطفل يهزأ بها..

سألته: وما اسم أمك؟

- اسم أمي (تطبخ)...

ازداد غضبها... كانت تريد أن تعاقبه لكنه أول يوم في المدرسة..

عادت وقالت بحزم: هل لديك أخوة وأخوات؟

أجاب بهدؤ واحترام: نعم، لدي أخت واحدة..

- ما اسمها؟

- أخشى أن أقول لك فلا تصدقيني..

-لا.. لا.. قل يا حبيبي.. ما اسمها؟

- اسمها.. (تمرح).

هنا ازداد غضب المعلمة.. وقررت أن تنهي هذا الحوار العجيب فقالت: هيا اذهب العب مع رفاقك...

ذهبت المعلمة وأحضرت كشفاً بأسماء التلاميذ الجدد وبحثت بين الأسماء...

وكانت المفاجأة.. عثرت على طفل اسمه (يلعب) واسم أبيه (يعمل) واسم عائلته (ينجح) واسم أمه (تطبخ).

ضحكت المعلمة من أعماق قلبها.. كان الطفل صادقاً.. لقد ظلمته بظنونها...

نظرت من خلال زجاج النافذة المطلة على باحة المدرسة.. رأت التلاميذ الصغار يلعبون فقالت ضاحكة: الطفل (يلعب) يلعب الآن مع رفاقه الصغار
..

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
jojo
مراقب عام
مراقب عام
jojo



حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين) Empty
مُساهمةموضوع: رد: حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين)   حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين) Emptyالأحد أبريل 12, 2009 5:15 pm

غسان وقطعة الحلوى

حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين) 2142e


بقلم : ديمة سحويل
قطعة حلوى خبأتها ماما فوق الخزانة...

تسلق غسان على السرير ليصل إلى الخزانة حتى يحصل على الحلوى اللذيذة قبل موعد الغذاء..

أخذها غسان بسرعة والتهمها حتى لاتراه ماما

قطعة الحلوى كان فيها الكثير من الشكولاته والسكر

كلها ذابت في فم غسان إلا قطعة سكر واحدة علقت بطاحونته....

قطعة السكر الحلوة تحولت إلى وحش اسود صغير اسمه "السوسة "

ظلت السوسة الشريرة تحفر في طاحونة غسان المسكين حتى عملت حفرة كبيرة ...

ظل غسان يبكي ويبكي من الألم

ونفخ خده كالبالون الأحمر

كل هذا لأنه أكل قطعة الحلوى قبل وجبة الغذاء ومن وراء ماما

ذهبت به ماما لطبيب الأسنان الذي قام بسد الحفرة الكبيرة بالحشوة .

وأعطاه فرشاة أسنان ملونة ومعجونا

وطلب منه أن ينظف أسنانه جيدا بالفرشاة و المعجون بعد أكل كل قطعة حلوى ، حتى لا تعلق حبة السكر في أسنانه وتتحول إلى سوسة شريرة.

ومنذ ذلك اليوم وغسان يواظب على تنظيف أسنانه بالفرشاة والمعجون


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
jojo
مراقب عام
مراقب عام
jojo



حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين) Empty
مُساهمةموضوع: رد: حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين)   حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين) Emptyالأحد أبريل 12, 2009 5:19 pm

هذه الكلمة

حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين) Love5

قصة : مصطفى نصر

اعتدت مع صديق لى أن نزور ملجأ للأيتام قريب جدا من سكننا؛ وتقديم العون لأطفاله من وقت لآخر.

وذات يوم, بينما كنا نستعد لاجتياز الباب الحديدى الكبير للدار. سمعنا طفل يقف فوق أول درجة من درجات السلم العريضة ويصيح:

- بابا.. بابا .

نظرنا خلفنا فى دهشة, فرأينا الطفل يقف مرتبكا, كان طويلا وذو وجه شاحب.

عاد صديقى إليه؛ ووقفت فى مكانى أتابع ما يحدث باهتمام, سمعت الطفل يقول فى خوف:

- هل أذنبت عندما قلت هذه الكلمة ؟

فانحنى صديقى وقبله قائلا فى حنان:

- لا يا بنى.

قال: كنت أريد أن أجرب هذا الكلمة التى لم أقلها من قبل.

سار صديقى دون أن يجيبه بشيء, وظل صامتا طوال الوقت.

بعد عدة أيام ذهبت إلى بيت صديقى لأمر مهم, فوجدت هذا الطفل يلعب مع أطفال صديقى, فقلت مندهشا:

- أليس هذا هو الطفل.........

فقاطعنى قائلا:

- لم أستطع أن أنام ليلتها, وفى الصباح ذهبت إلى ملجأ الأيتام وجئت به ليعيش مع أطفالى؛ لكى يقول لى هذه الكلمة وقتما يشاء.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
jojo
مراقب عام
مراقب عام
jojo



حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين) Empty
مُساهمةموضوع: رد: حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين)   حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين) Emptyالأحد أبريل 12, 2009 5:23 pm


الكلمة الطيبة
حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين) 1239578516

بقلم: مصطفى نصر



استطعت أن افتتح صيدلية فى حينا. لقد دفعت أمى مبلغا كبيرا؛ مساهمة منها فى افتتاحها, كانت تقتطع من معاشها القليل؛ جزءا كل شهر, لكى تفاجئنى بهذه الهدية.

أعطيت للصيدلية كل وقتى واهتمامى, كنت أقضى بها معظم الوقت, خاصة أنها قريبة من بيتى, وكانت تزورنى أمى فيها, تجلس فى الداخل تتابعنى وأنا أصرف الأدوية للزبائن. فأننى وهى نعيش فى الشقة وحدنا؛ بعد أن مات والدى قبل أن أكمل تعليمى, فضحت أمى بكل شيء لكى أحصل على شهادتى.

***

لاحظت أمى أنى حزين هذه الأيام, أفكر طوال الوقت فسألتنى وهى جالسة فى مكانها بالصيدلية:

- ماذا بك ؟

- لا شيء.

لكنها ألحت فحكيت لها عما يضايقنى:

- تعرفين الدكتور صبرى عبد العزيز ؟

- إنه صاحب أقدم صيدلية فى الحى.

- لقد ساءه أن أفتتح صيدلية قريبة منه وأنافسه, فأخذ يردد لكل من يقابله بأننى قليل الخبرة فى تحضير الأدوية, ولا أبيع إلا الأدوية الأقل فائدة.

تابعت أمى بلاط الصيدلية الكبير العارى للحظات, حتى ظننتها صرفت النظر عن الموضوع الذى أحكيه لها, لكنها قالت:

- وماذا ستفعل ؟

- أفكر فى أن أقيم دعوى قضائية ضده.

قالت فى هدوء شديد:

- لا داعى لهذا وابدأ بالحسنى.

- لكن........

- طاوعنى, هذا هو الحل.

فى اليوم التالى جاءت امرأة – من الحى – لتصرف الدواء, وبينما كنت أعده لها, قالت:

- الدكتور صبرى يذكرك بالسوء.

عدت ممسكا بعلبة الدواء وقلت مبتسما:

- دكتور صبرى من أبرع الصيادلة فى البلد كلها, وكان أملى أن أكون مثله.

نظرت المرأة إلىّ ولم ترد.

وعندما جاء رجل آخر وأخبرنى أن الدكتور صبرى يذكرنى بالسوء؛ قلت:

- لا شك أن هناك خطأ فى الأمر, فهو رجل مهذب, وأنا أتعلم منه.

وقلت لآخر:

- لقد التحقت بكلية الصيدلة من شدة أعجابى به.

وفوجئت بالدكتور صبرى وهو يدخل صيدليتى مبتسما, شد على يدى قائلا:

- أنا آسف يا ابنى.

فشددته لصدرى وقبلته, ودعوته لشرب الشاى معى, فقال:

- إننى مستعد لأى خدمة لك.

وكان يتصل بى تليفونيا ليسألنى عن دواء غير موجود بصيدليته, فإذا كان موجودا عندى يرسل طالبه لأخذه منى, وأوصى شركات الأدوية لكى تتعاون معى قائلا لهم: إنه شاب مكافح, وفى حاجة للمساعدة.

وفى أمسيات كثيرة يأتى مع العديد من أصحاب المحلات فى المنطقة ليكملوا السهرة أمام صيدليتى.

حكيت لأمى عما حدث, فقالت: الكلمة الطيبة تفعل السحر
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
jojo
مراقب عام
مراقب عام
jojo



حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين) Empty
مُساهمةموضوع: رد: حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين)   حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين) Emptyالإثنين أبريل 13, 2009 2:39 pm

حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين) Admtree

الشجرة الصغيرة

بقلم : مصطفى نصر



سرت بجوار سور نادى سبورتنج من ناحية الترام, توقفت بجوار شجرة صغيرة جدا, وعمود من الخشب معلق به لافتة:

" غرست هذه الشجرة فى المكان الذى قتل فيه ابننا الوحيد, تخليدا لذكراه"

كنت أعلم أن ثلاثة أشقياء قد واجهوا صبيا عائدا إلى بيته مساء, وحاولوا سرقة كل ما معه من نقود, لكنه قاومهم؛ فقتلوه فى هذا المكان.

شعرت بالأسى وبرغبة فى البكاء, فالوالدان المكلومان لم يجدا سوى هذه الوسيلة للتعبير عن حزنهما.هل هدأ الوالدان وارتاحا بعد غرس هذه الشجرة ؟

كنت أمر فى طريقى إلى مدرستى كل يوم مرتين من هذا المكان, واتابع الشجرة الصغيرة, واقرأ اللافتة مرة أخرى, وقد أخبرنى صاحب دكان قريب من المكان؛ عندما وجدنى مهتما بالشجرة:

- إن والدىّ الصبى الذى قتل هنا, يأتيان كل صباح لرى الشجرة والعناية بها.

للأسف لم أشاهدهما, ربما يأتيان فى وقت أكون فيه فى مدرستى.

لكن بعد أكثر من عام لاحظت أن الشجرة بدأت تذبل, وأوراق الشجر اليابسة التى تقع من الأشجار الكبيرة حولها؛ تحيط بالمكان. سألت صاحب الدكان القريب من الشجرة:

- لماذا ذبلت هذه الشجرة هكذا ؟

خرج الرجل من دكانه, ونظر إلى الشجرة قائلا:

قلت:جل والمرأة كانا يأتيان كل يوم لرى الشجرة والعناية بها, لكنهما لم يأتيا منذ أكثر من أسبوعين.

قلت :هل تعرف مكان بيتهما ؟

أشار الرجل إلى مكان البيت من خارج دكانه, وذهبت إليهما. وقفت أمام الشقة التى وصفها لى صاحب الدكان, ظللت أدق جرس الباب حتى ظننت أن الشقة خالية, وسرت بالفعل فى طريقى إلى باب البيت لأخرج, ثم سمعت صوت الباب يفتح؛ وامرأة عجوز تقف أمام الباب.

عدت مسرعا, قلت:

- جئت من أجل الشجرة الصغيرة ؟

صاحت المرأة فى لهفة وخوف:

- هل حدث لها مكروه ؟

- أخاف أن تموت من عدم الاهتمام بها.

دخلتُ الشقة والمرأة تحدثنى عما حدث لها:

- زوجى مرض مرضا شديدا حزنا على فقد ابننا الوحيد, فاضطررت أن أمكث بجواره لرعايته.

كان زوجها نائما فوق سريره يتابعنا فى صمت وضعف, صافحته ووعدت بأن أقوم برعاية الشجرة الصغيرة بدلا عنهما؛ وأن يسمحا لى بزيارتهما, والعناية بهما, وكأننى ابنهما الوحيد الذى فقداه.

كنت أذهب كل يوم لرى الشجرة الصغيرة, وتنظيف المنطقة حولها. وأقمت العمود الذى يحمل اللافتة, والذى كاد يقع على الأرض.

بعد شهور قليلة؛ قضيتها فى العناية بالشجرة والوالدان المكلومان؛ سرت بينهما من بيتهما إلى مكان الشجرة. كان الرجل يسير بمساعدة عصاه, ويده الأخرى فوق كتفى, بينما المرأة تسير بجوارنا مبتسمة. عندما رأيا الشجرة وقد أينعت وكبرت قليلا؛ شعرا بالفرح وأخذا يدعيان لى.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مجموعة حواديت أبلة فضيلة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات عيون سما :: قصص للاطفال-
انتقل الى: